ملخص:
- انشقاق في صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.
- الحزب يعاني من خلافات تنظيمية وسياسية بعد وفاة السكرتير السابق عبد الحميد درويش.
- صلاح درويش يُنتخب سكرتيرًا للحزب في مؤتمر منفصل في عامودا.
- الخلافات تتعلق بالتوجه السياسي ومنصب السكرتير وأملاك الحزب.
- ضغوط من الاتحاد الوطني الكردستاني لم تحقق الوحدة وفشلت محاولات التسوية.
- الحزب يرفض تسوية الأزمة مع المجموعة المتكتلة ويعلن عن رفض أي علاقة معها.
شهد "الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي" في سوريا انشقاقاً في صفوفه مع عقد الأخير مؤتمرين منفصلين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وعقد جناح من الحزب مؤتمره السادس عشر في مدينة عامودا، اليوم الجمعة، بعد نحو شهرين من عقد مجموعة رئيسية ضمن الحزب المؤتمر ذاته في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي وانتخب حينها صلاح درويش سكرتيراً للحزب وهو شقيق السكرتير السابق للحزب عبد الحميد درويش.
ويعد "التقدمي" أكبر الأحزاب الكردية السورية خارج إطاري المجلس الوطني الكردي و"الإدارة الذاتية" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وسبق أن مثل صلاح درويش الحزب الديمقراطي التقدمي في الائتلاف السوري المعارض قبل انسحاب حزبه من المجلس الوطني الكردي أواخر العام 2015 ليصبح الحزب خارج الأطر السياسية الكردية وخارج الائتلاف.
ويعرف عن الحزب تحالفه التاريخي مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي الذي يقوده في الوقت الحالي بافل طالباني نجل الرئيس العراقي السابق جلال طالباني.
خلافات تنظيمية وسياسية قسمت صفوف الحزب
في تشرين الأول/أكتوبر العام 2019 توفي عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بعد 60 عاماً من الحراك السياسي الكردي المعارض للنظام.
بدأ نشاطه السياسي من تأسيسه عام 1955 كجمعية ثقافية كردية، مع عدد من المثقفين والسياسيين الأكراد.
وبعد عامين أسس درويش مع عدد من السياسيين الأكراد أول حزب سياسي كردي في سوريا.
وفي عام 1966 انتخب عبد الحميد درويش سكرتيراً للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا. كما ساهم في تأسيس "إعلان دمشق" عام 2005.
وشهد "التقدمي" خلافات تنظيمية وسياسية داخلية خلال السنوات الأربع الماضية بعد بروز كتلتين متصارعتين على منصب السكرتير وتباين التوجه السياسي بين الطرفين.
وقال شيار سليم (اسم مستعار) لموقع "تلفزيون سوريا" وهو أحد الأشخاص ممن شارك على مبادرة لحل الخلافات بين شقي الحزب إن "دوريش قاد الحزب لأكثر من خمسة عقود متواصلة من دون منافس وربط أموال وأملاك الحزب بعائلته بشكل مباشر، ما وفر أرضية لخلق مشكلة تنظيمية عقب وفاته".
وأوضح سليم أن "الصراع بين كتلة يقودها صلاح دوريش شقيق السكرتير السابق للحزب من جهة وكتلة أخرى يقودها مجموعة من قياديي الحزب شمل خلافات على منصب السكرتير وأملاك الحزب والمالية وخلافات سياسية".
ويتهم جناح صلاح دوريش مجموعة من قياديي الحزب بمحاولة جر الحزب إلى التحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وفتح قنوات تواصل مع النظام وفرض شروط لا تنسجم مع النظام الداخلي للحزب، فيما يتهم الأخير جناح درويش بتحويل الحزب إلى ورثة عائلية والتقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني والمجلس الوطني الكردي المعارض.
وأشار سليم إلى أن العديد من المبادرات قام بها وجهاء ومثقفون وناشطون سياسيون وفاعلون فشلت في منع انشقاق الحزب خلال الفترة الماضية من جراء عمق الخلافات بين الطرفين وغياب الثقة بين الطرفين.
ضغوط الاتحاد الوطني الكردستاني لم تسفر عن نتائج
في شهر تموز/يوليو الماضي عقد "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي تزعمه بافل طالباني اجتماعات مع طرفي "الحزب الديمقراطي التقدمي" بمدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق في محاولة من الأخير للملمة خلافات حليفة السوري.
وفشلت محاولات الاتحاد رغم ممارسة الأخير ضغوطات كبيرة على كتلتي الحزب في منع الطرفين من إحداث انشقاق داخل حزبهما وفق ما أكده بيان صدر عن كتلة صلاح درويش بتاريخ 20 تموز 2023.
وقال حينها الحزب في البيان إنه "قدم ورقة للاتحاد الوطني الكردستاني تضمنت تسعة بنود، من بديهيات العمل الحزبي وليست شروطًا، لتسهيل الوساطة والحفاظ على وحدة الحزب الا أنّ المجموعة المتكتلة رفضت جميع البنود".
وأضاف البيان "الطرف المتكتل رفض أخيراً مقترحاً قدمه الاتحاد الوطني الكردستاني مكوناً من أربع نقاط، في دليل واضح على تعنّتهم ورفضهم لأي حلول تجنب الحزب الانقسام".
واعتبر بيان الحزب أن "أي علاقة مع المجموعة المتكتلة، وأي تواصل معهم من قبل أي طرف سياسي لا يعنينا كحزب".